وضع المسيحيين في محافظة الحسكة السورية

شكلت العوامل التي شهدتها الأراضي السورية، هاجسًا أرق أبناء منطقة رأس العين الواقعة في شمال غرب محافظة الحسكة على الحدود التركية السورية، حيث أسهمت ظروف الحرب وظهور ميلشييات مسلحة من الأحزاب الانفصالية وميلشييات أخرى تابعة لإيران ونظام الأسد وتضارب للقوى المسيطرة على المنطقة، تحكم بقوة السلاح، في إفراغ المنطقة من سكانها ومنهم الطائفة المسيحية على وجه الخصوص، بحيث تعددت الأهداف من وراء ذلك.

وبحسب المهندس أحد أبناء هذه الطائفة المنحدر من رأس العين، أن المقياس الأساسي أن منطقة رأس العين ونبع السلام أصبحت نقطة عبور لكل السوريين للهجرة لمختلف أنحاء العالم ويرجع هذا الأمر لدوافع عدم الاستقرار وعدم الأمان وانعدام الحياة الكريمة والحد الأدنى لسبل العيش

ويقول مسيحي من رأس العين مهجر ويقيم في السويد، إن أهالي "رأس العين" عمومًا بما فيهم المسيحيون هم مواطنون سوريون وما يحدث لأهالي رأس العين يحدث للطوائف الأخرى، موضحًا أنه وعلى الرغم من وجود أوضاع اقتصادية وأمنية صعبه على المجتمع الأهلي والسلمي لكن هناك عمل جماعي من أجل الأفضل ونسعى جميعًا إلى بناء الدولة السورية الحرة دولة المواطنة دولة قانون دولة مؤسسات.

وأضاف :نحن أبناء وأهالي رأس العين شاركنا في الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة وشيء طبيعي إن يدفع السوريين ثمن هذه الحرية في مواجهه هذا النظام الاستبدادي المتوحش، وأن الأوضاع الراهنة أو السابقة في رأس العين ليست مقتصرة على المسحيين فقط بل على المجتمع بكافة طوائفه.

موضحًا أن الأوضاع في رأس العين عمومًا من النواحي الاقتصادية أو الأمنية ليست بأفضل من باقي المناطق السورية المحررة، وأن هناك صبر على هذه الأوضاع ريثما يكون هناك انفراجات وحلول لمشاكل ومعاناة الشعب السوري عمومًا.

وتابع نحن أبناء هذا البلد انتمائنا إلى سوريًا وثقافتنا وهويتنا عربية سورية نحن في راس العين وفي منطقة الجزيرة نعيش منذ آلاف السنين مع كافة المكونات والأطياف لا نختلف عنهم بالعادات والتقاليد ولنا جذور عميقة في هذه الأرض وبالتالي نعيش وما زلنا على أرضنا التاريخية ونشارك الجميع يعني لم نشعر يومًا أنا نعيش في غربة عن هذا الوطن ابدًا هذا الوطن وطننا.

وأشار إلى أن المواطن الذي هاجر من المنطقة لم يهاجر نتيجة الأوضاع الأمنية أو بسبب ضغوطات فرضت عليه من قبل نظام الأسد أو باقي القِوَى على مرور سنوات الحرب، وأن لنا عودة لوطننا بصفة مهاجرين، وإن أهلنا وأقاربنا وغالبية الذين هاجرو من الممكن أن يعودو ويعيشون على أرضهم مره آخرى ، لأن هذه الهجرة تعتبر حالة مؤقتة، ومن الممكن عودة الكثير اذا تحسنت الظروف ومن الممكن يعيدوا بناء رأس العين والمنطقة بطريقه بحيث يضعوا خبرتهم وأموالهم وكل ما يملكون من أجل إعادة البناء.

مبينًا أن هناك تواصل مع الكنائس العالمية والقوى الأخرى لدعم أهالي منطقة رأس العين عمومًا وليس فقط الطائفة المسيحية ونسعى لبناء تواصل عبر مؤسسات وهيئات المجتمع المدني، واعتقد أنه يوجد تواصل مع الكنيسة في ماردين والكنائس الأخرى وحث على التعاون مع الجميع لتامين مساعدات للمنطقة عمومًا لكل المنطقة ونحاول أن ما تقدمه هذه الكنائس ينعكس ايجاباً على كل المنطقة وأهاليها جميعًا.

وأكد على طلب معظم المسحيين بإطلاق يد أهالي المنطقة بهدف السعي لتحسين أوضاع المنطقة عبر بناء المنشآت الزراعية و الإقتصادية والتجارية الخاصة والعامة بهدف تحسين الأوضاع، مؤكدًا أن الكثير من الأشخاص في رأس العين إذا تمت هذه الخطوات وتوفر لهم الظروف الملائمة سيساهمون بتطوير المنطقة وتنفيذ مشاريع لأن لديهم خبرات وإمكانيات، لأن الاقتصاد يحتاج إلى استقرار وحرية كبيرة وتشجيع لهذه المشاريع والخبرات للعمل.

وبحسب مواطن المسيحي أخر من مواليد رأس العين الذي تم اختطافه من قبل عصابة مجهولة في وقت سابق، تم اختطافي من قبل مجهولين في ريف مدينة رأس العين وكنت معصب العينين لوقت ما تم العثور علي من قبل فرع الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني في رأس العين، وتحدث عناصر الدورية معي أنا بسياق البحث عني لكن لم نتوقع وجودك في المكان الذي كنت مخطوف فيه.

ويتابع أن تحريره من هذه العصابة كأن بمشيئه الله وأن قدره لم ينته، متسائلًا عن سبب الخطف المجهول، حيث بقيت عند هذه العصابة من يوم الخميس الساعة 8 إلى يوم الأحد صباحًا معصب العينين ولا أعرف أكثر من هذه التفاصيل ليتم العثور علي من قبل الشرطة العسكرية، موضحًا أن أسلوب الخطف كان قاسيًا مرجحًا عدم اعتقاده أن السبب هي ديانته المسيحية وأن كل شخص من مختلف الطوائف والمناطق مَعْرِض لنفس الحادثة.

يذكر أن الطائفة المسيحية في رأس العين تنقسم إلى طوائف مسيحية عدّة ومنها "سريان ارذاتوكس - سريان كاتوليك - كلدان ارمن اردوتوكس" وتضم رأس العين ثلاث كنائس في وَسَط المدينة حيث يسمى هذا الشارع بشارع الكنائس، ويعيش للوقت الحالي عدد لا بئس فيه من المسحيين في مناطقهم وقراهم.